معايير تقييم المجلات العلمية الأساسية الثانوية معامل التأثير المجلات المحكمة دورية السياسات الخاصة صدور المجلة طبيعة الصدور لجنةالتحكيم

معايير تقييم المجلات العلمية

من أهم الضوابط التي تحكم منظومة المجلات العلمية هي معايير تقييم المجلات العلمية، وذلك لأن هذه المعايير تكون عبارة عن محددات يتم من خلالها الحكم على جودة المجلة من عدم  جودتها، و كذلك فإن وجود معايير تقييم المجلات العلمية جعل الباحثين يميزون ما غث وما هو السمين من بين هذه المجلات، وبالتالي ضمان الباحثين نشر مضامينهم على مجلات ذات جودة عالية، ولهذا سنتعرف على معايير تقييم المجلات العلمية ومن ثم نتطرق للعديد من الروابط الأخرى المتعلقة بها ضمن الفقرات القادمات…. .


معايير تقييم المجلات العلمية الأساسية:

عندما أوردنا كلمة أساسية في عنوان هذه الفقرة، لابد وأن يكون تبادر لذهنك نقيض الأساسية وهي كلمة الثانوية، بالتالي معرفة أن ثمة معايير أساسية وأخرى ثانوية، وهنا عندما نقول معايير أساسية فيأتي المعنى بعدم صلاحية التقييم ما لم يشمل على هذه المعايير الأساسية، ومعايير تقييم المجلات العلمية الأساسية هي:

  1. معامل التأثير: حث يعتبر معامل التأثير من أهم المعايير الأساسية التي يتم من خلالها الحكم على مدى جودة المجلة. ويعبر معامل التأثير عن نسبة الاقتباسات مقابل كمية المحتوى الذي نشرته المجلة في فترة زمنية محددة. ويعتبر معامل التأثير من معايير تقييم المجلات العلمية الأساسية كونه يبين مدى اقبال الباحثين واعتمادهم على المجلة.
  2. السياسات الخاصة بالمجلة: ويشمل هذا المعيار السياسة التحريرية المعنية بالمضامين وتحريريها وتنسيقها، و كذلك السياسة العامة للنشر كالمواضيع المسموحة بالنشر وعدد الصفحات وغيرها، وتعتبر هذه السياسات التي تكون موافقة للسهولة والمنطق ذات جودة أعلى من غيرها.
  3. دورية صدور المجلة: صدور المجلة بانتظام وفق دورية صدور يعتبر من معايير التقييم. و كذلك مدة الصدور، فكلما كانت مدة الصدور متقاربة كلما كان التقييم أفضل، وذلك لكثرة المنشورات وأعداد الصدور.
  4. المنطقة الجغرافية: الأماكن التي تصل إليها المجلة وتوزع فيها، تعتبر من معايير تقييم المجلات العلمية، حيث تعتبر المجلات العالمية أفضل من الاقليمية وتعتبر الاقليمية أفضل من المحلية، و كذلك الأمر بالنسبة للمناطق التي يتم النشر فيها ومدى مناسبة مضمون المجلة للجمهور المتواجد في تلك المناطق.
  5. التخصص: تعتبر المجلات المتخصصة أفضل من المجلات العامة، وذلك لأنها تتناول موضوعات محددة ضمن مجال متخصص وذلك يعني زيادة الإحاطة بالمعلومات الخاصة بمجالات المعرفة كاملة، على سبيل المثال إذا كانت المجلات تنشر كافة المضامين في كافة المجالات ضمن عدد صفحات محدود، فهنا لن يكون هناك متسع لنشر مضامين متخصصة بشكل مركز في مجال معين من مجالات المعرفة لأن المجلة هنا يكون هدفها الاحاطة بكل المجالات.

معايير تقييم المجلات العلمية الثانوية:

قولنا ثانوية لا يعني أن هذه المعايير ليست مهمة، بل بالعكس تعتبر هذه المعايير ملازمة للمعايير الأساسية، ولربما لم تقل بعضها أهمية عن المعايير الأساسية، وهذه المعايير الثانوية إذا تم تنفيذها مع المعايير الأساسية فهذا حري بأن يخرج نتائج تقييم ذات جودة واتقان عالي، والآن نورد هذه المعايير:

  1. طبيعة الصدور: نقصد بطبيعة الصدور بهل تصدر المجلة إلكترونية أم ورقية. فهنا معيار الجودة الأكبر يكون بجمع المجلة لكلا المحددين. فيكون لها نسخة ورقية وأخرى إلكترونية، فهذا يعمل على سهولة الوصول إليها وزيادة جمهورها.
  2. الترجمة: تعتبر الترجمة من المزايا الهامة التي تتميز بها مجلة عن مجلة أخرى. ومع وجود الترجمة يصبح تداول المعلومات ذو طابع عالمي، مما يزيد الاقبال على قراءة المجلة والاقتباس منها.
  3. لجنة التحكيم: من الأمور الهامة التي تتداخل في درجة التقييم هي جودة عملية التحكيم، إذ أن التحكيم له مسؤولية كبيرة تبدأ بتعيين ما هو مناسب من عدمه للنشر ومن ثم اعطاء توصيات التطوير والتنمية للمحتوى المنشور، وهذا كله ينعكس بالإيجاب على المجلة.
  4. المجانية والدفع: إذا كانت المجلة تقدم خدمة النشر بشكل مجاني بلا مقابل فتكون ذات خاصية مميزة. و كذلك الأمر بالنسبة للدفع فإذا كانت تكاليف النشر عالية فإن ذلك يسبب عزوف لدى الباحثين لإرسال المضامين لهذه المجلات.
  5. سرعة الرد على طلب النشر: من أكثر الأسباب التي تعتبر حاجز بين الباحثين والمجلات هي عدم رد المجلات بشكل سريع على طلبات النشر المرسلة من قبل الباحثين، فالباحثين ولاسيما الأكاديميين يكونون ذو رغبة في النشر السريع.

كيف تعرف جودة المجلة بنفسك وفقاً لمعايير تقييم المجلات العلمية:

من الجيد وجود منصات متخصصة في الكشف عن تقييم المجلات العلمية، ولكن يمكنك أيضاً القيام بهذا التقييم بشكل مفرد، حتى أن هذا التقييم يكسبك خبرة في النقد البناء للمجلات العلمية المحكمة، ويمكنك القيام بهذه المهمة وفقاً للخطوات التالية:

أولاً: قراءتك لمحتوى المجلة من البداية للنهاية ومعرفة القيمة المعلوماتية للمحتوى. و كذلك اقرأ بتذوق واستنارة فكرية واحكم من ناحية المعطيات المعرفية والاندماج الفكري والوجداني مع المعلومات التي تقرأها في المجلة.

ثانياً: معامل التأثير من الصعب جداً أن تقوم بفحصه بنفسك، وذلك لأنه يتطلب برامج متخصصة تمتلكها قواعد البيانات بالدرجة الأولى، ولهذا ننصحك بتجاوز هذه الخطوة والنظر إلى معاملات التأثير على قاعدة بيانات سكوبس أو غيرها من قواعد البيانات.

ثالثاً: بذكر قاعدة بيانات سكوبس، اذهب للمجلة واقرأ التعريف الخاص بالمجلة التي تريد معرفة جودتها. حيث أن التعريف سيعرفك العديد من المعلومات من أهمها دورية الصدور و كذلك تاريخ هذه المجلة وأماكن توزيعها.

رابعاً: ابحث على شبكة الانترنت واعرف ما إذا كانت للمجلة نسخة ورقية وأخرى إلكترونية. أم أنها ورقية فقط أو إلكترونية فقط.

خامساً: آراء الباحثين الذين سبق لهم النشر على المجلة تعتبر مهمة في تكوين صورة ذهنية لديك عن المجلة.

سادساً: أنظر في آلية التحكيم واعرف خطوات التحكيم التي تتبعها المجلة. وبناءاً على ذلك قارن محددات التحكيم الموجودة مع المحددات السليمة. وهنا لابد وأن تعرف أن لجنة التحكيم الأكاديمية (المكونة من أساتذة الجامعات) غالباً ما تكون ذات جودة أفضل من غيرها.

سابعاً: تظل التجربة الشخصية بينك وبين المجلة من البراهين الثابتة التي تعطيك فكرة عن جودة المجلة. ولكن لا تقم بها قبل قيامك بالخطوات السابقة.


ماذا يعني أن تكون المجلة ذات معامل تأثير متقدم؟

سؤال آخر نستفتح به هذه الفقرة وهو (لماذا وضعنا هذا السؤال في هذا المقال؟)، وذلك لأن معامل التأثير من أهم معايير تقييم المجلات العلمية، بل إن أي تقييم من غير معامل التأثير يعتبر تقييم ناقص غير مكتمل، ومعامل التأثير المرتفع يعكس إلى حد كبير جودة المجلة، وذلك لأسباب بديهية ومنطقية من أهمها ما يلي:

  1. معامل التأثير المرتفع يعني أن المجلة ذات جمهور واسع الباحثين. وهذا يؤكد جودة المعلومات التي تقوم بنشرها مما يدفع الباحثين بالاعتماد عليها في اقتباس المعلومات منها.
  2. الاقتباس من المجلة يعني أمور كثيرة بالنسبة للمعلومات التي تنشرها، منها أن المعلومات فريدة ونادرة. و كذلك المعلومات صادقة، و كذلك المعلومات ذات جودة معرفية وهامة.
  3. القدرة على المنافسة تظهر جلية في معاملات التأثير المرتفعة لدى المجلات العلمية المحكمة، وذلك لأن معامل التأثير يبرز مكانة المجلة بين المجلات الأخرى.
  4. التطوير يظهر بشكل كبير في معامل التأثير، على سبيل المثال سير المجلة من معامل تأثير منخفض إلى معامل تأثير مرتفع يعني أن المجلة قد حسنت من آدائها وطورت من نفسها، و كذلك بالنسبة للعكس فإذا كانت المجلة قد انتكست من معامل تأثير مرتفع إلى معامل منخفض فهذا يعني تراجع في جودة المجلة.
  5. معامل التأثير تهتم به سكوبس بشكل كبير. بل وهناك تصنيف كامل على سكوبس خاص بمكانة المجلات بالنسبة لمعاملات التأثير فقط.

معايير تقييم المجلات العلمية… نقد مبسط حولها:

صحيح أنها عبارة عن محددات أساسية للحكم على جودة المجلات، ولكن هنا لابد من وضع هذه المعايير نفسها في ميزان النقد البناء للوقوف على حيثياتها، فلعل هذه المعايير نفسها تتطلب فهماً وإدراكات مكملة لها لابد من ذكرها في هذا السياق، ولهذا نضع النقاط التوضيحية التالية لهذا النقد:

أولاً: بالنظر إلى هذه المعايير سنجد أنها على قدر كبير من الاتقان في التحديد. لاسيما وأنها تجمع جوانب القوة والضعف للمجلات. ولكن لا يمكن إغفال الرؤية الشخصية للقائم بعملية التقييم، والذي سيقوم بكتابة التقرير النهائي للتقييم.

ثانياً: المجلات تغيير سياساتها كثيراً، ولهذا يتطلب العمل على متابعة التقييم في فترات متتابعة لمعرفة التقييم الصحيح.

ثالثاً: هذه المعايير ينقصها مراعاة بعض الجوانب التي تشكل ظروفاً قهرية للمجلات. على سبيل المثال بالنسبة للمجانية أو الدفع فإن بعض المجلات تكون مضطرة لوضع تكاليف عالية لسداد الضرائب.

رابعاً: هذه المعايير يلزمها التعمق أكثر للحكم الصحيح على جودة المجلات، على سبيل المثال بالنسبة لموضوع الترجمة فإن المهم ليس وجود الترجمة، بل المهم هو وجود ترجمة صحيحة، و كذلك الأمر بالنسبة للمنطقة الجغرافية التي لابد وأن تأخذ بالكيف لا بالكم، فليس المهم كمية الدول التي توزع بها المجلة، بل المهم مدى مناسبة المجلة لهه الدول.

خامساً: تتطلب هذه المعايير لجان مختصة تتقن معرفتها وتقييمها، على سبيل المثال تقييم لجنة التحكيم يتطلب لجنة خاصة ذات دراية واسعة بطريقة التحكيم وبالمحكمين أيضاً، وهنا لابد وأن يكونوا هؤلاء المقيمون ذوي خبرة أكبر من خبرة المحكمين.


كيف يمكن للمجلة المحكمة التطوير من آدائها؟

لكي تحصل المجلة المحكمة على تقييمات متقدمة لابد لها من التطوير المستمر لآدائها، لأن الأداء ذاته هو الذي يحدد مدى اقبال الجماهير على قراءة المجلة من ناحية وعلى النشر فيها من ناحية أخرى، والناظر إلى عالمنا المعاصر يجد أن ثمة العديد من التغيرات التي لابد وأن تواكبها المجلة كخطوات تنموية تتوافق مع سمات هذا العصر الحديث، وكثيرة هي الخطوات التطويرية التي يمكن للمجلة تنفيذها ولكن فيما يلي نوجز بعضاً منها:

  1. لابد أولاً من الناظر في الآداء التقني، فهنا لابد للمجلة أن تركز على أساليب الإخراج والتصاميم الحديثة. لاسيما مع صدور برامج متقدمة في عالم التصميم.
  2. الطباعة أيضاً أصبحت متقدمة ولها فنياتها الجديدة. ولهذا المجلة الورقية لابد وأن تعي هذا جيداً وتنتهج أسلوب الطباعة الحديثة المتقدمة.
  3. النسخ الإلكترونية والمواقع الالكترونية للمجلة أيضاً لابد وأن تتماشى مع التطور الحاصل، لاسيما مع زيادة التركيز على أسلوب محركات البحث.
  4. الجانب المعرفي للمجلة يجب تطويره بزيادة دقة التحكيم وتميز المعلومات المفيدة من غيرها. و كذلك الأمر بالنسبة المعلومات نفسها لابد وأن يكون محتواها مشوق وجذاب لا جامد ورتيب.
  5. السرعة في الأداء والرد يعتبران أساسيان في تطوير المجلة، لاسيما وأن جمهور اليوم يريد أن يأخذ ويعرف بسرعة دون الانتظار.
  6. وسائل التواصل الاجتماعي والاعلانات الممولة لابد وأن تدرك المجلة مدى أهميتها في زيادة الجمهور.
  7. لابد للمجلة أن تتطرق للموضوعات النادرة التي تقل عنها المراجع. و كذلك لابد لها من الفحص المستمر لأدائها ومعامل التأثير الخاص بها.

معايير تقييم اداء المجلات العلمية (Indicators for Journal Performance)

 


مقالات ذات صلة

نداء للسادة الباحثين لطلب نشر الأبحاث في المجلة العلمية.

-->